«المسرح القومي» أول مسرح تم بناؤه داخل حدائق الأزبكية

المسرح القومي
المسرح القومي

كتبت : حنان الصاوي

في قلب شوارع القاهرة المزدحمة يقع ميدان العتبة، وهو مساحة متعددة الجواهر في نحت الوضع التاريخي والثقافي والجغرافي والاقتصادي في مصر، وبالقرب منه نجد مكتب بريد مصر الرئيسي، وهو نقطة الانطلاق من القاهرة حيث يتم قياس جميع مسافات المدن.

 

ومن المباني الشهيرة الأخرى في ميدان العتبة، دار الأوبرا المصرية القديمة، والتي تقع حاليًا في منطقة الجزيرة، ومسرح حديقة الأزبكية المعروف حاليًا بالمسرح القومي، وقد لعب هذان المركزان دورًا حاسمًا في إلقاء الضوء على الثقافة في مصر.

 

ويعد صرح المسرح القومي ذو اللون العسلي بمنطقة الأزبكية بميدان العتبة بوسط القاهرة مخفيًا بسبب انتشار الباعة الجائلين الذين انتشروا في المنطقة وتعدوا على المباني عقب ثورة 25 يناير وفي محاولات كثيرة من المكسرح والدولة لإزالة تعديات الباعة الجائلين ولكن جميع المحاولات باتت بالفشل.

 

المسرح القومي هو أول مسرح يتم بناؤه داخل حدائق الأزبكية بالقاهرة يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر عندما كانت الحدائق بمثابة أماكن للمتعة في القاهرة المملوكية، وهي منطقة ترفيهية تحتوي على قصور فخمة حول بحيرة مركزية.

 

المسرح القومي وقوات الجيش الفرنسي
وعندما غزت الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت مصر عام 1798، أصبحت الحدائق موقعًا لمسرح تم بناؤه للترفيه عن قوات الجيش الفرنسي.

 

المسرح القومي في عهد محمد علي باشا
وعندما أصبح محمد علي باشا خديوي مصر، أو الوالي، بعد هزيمة الحملة الفرنسية، ملأ البحيرة.

 

المسرح القومي في عهد الخديوي إسماعيل والعروض الكوميدية
وفي عهد الخديوي إسماعيل، ظهر المسرح مرة أخرى في الموقع، وكان في البداية مكانًا صغيرًا على الجانب الجنوبي من الحدائق كان يستخدم لعرض عروض الكوميدي فرانسيز الشهيرة خلال الاحتفالات التي تميزت بافتتاح قناة السويس.

 

أولى العروض بالمسرح القومي والفرق المسرحية 
في عام 1885، استضاف المسرح، المعروف بمسرح الأزبكية، أولى عروضه لفرقة مسرحية مصرية.

 

ثم أصبحت موطنًا لفرق مسرح أبو خليل القباني وإسكندر فرح والشيخ سلامة حجازي، والتي سميت على اسم مخرجيهم المشهورين.

 

وبحلول عام 1935، كانت الفرقة الوطنية المصرية قد تشكلت تحت قيادة الشاعر خليل مطران، ولكن تم حلها في عام 1942، نتيجة لعروضها المناهضة لبريطانيا.

 

بعد ثورة 1952 مسرح الأزبكية هو المسرح القومي
وبعد ثورة 1952 أصبح مسرح الأزبكية هو المسرح القومي وبدأ في النشاط وتكوين فرقا وعروضا لجذب المشاهدين.

 

وتضم فرقتين مقيمتين، الفرقة الوطنية المصرية وفرقة المسرح المصري الحديث وتربع على مسرحها ممثلون مثل سميحة أيوب، عزت العلايلي، نور الشريف، حمدي أحمد، سناء جميل، محمد الدفراوي، كرم مطاوع، توفيق الدين وحمدي وعبد الله غيث، وعرضت أعماله لأول مرة المسرحيون سعد الدين وهبة، الفريد فرج، لطفي الخولي، نعمان عاشور، ويوسف إدريس. 

 

وضع المسرح رسميًا على قائمة التراث المصري عام  2000
وفي أوائل عام 2000، تم وضع المسرح رسميًا على قائمة التراث المصري لطرازه المعماري الفريد وعمر المبنى الذي يزيد عن 100 عام.

 

تكوين المسرح القومي
يتكون المسرح من قاعتين، القاعة الرئيسية تحمل اسم الممثل اللبناني جورج أبيض والصغيرة تحمل اسم الممثل والمخرج المصري الشهير عبد الرحيم الزرقاني.

 

كما يضم المجمع أيضًا قاعة للبروفات، ومبنى أصغر لغرف تبديل الملابس للممثلين، ومبنى إداري، ومسرح للشباب، ومساحات لمسرح الدمى والطليعة.

 

وجدير بالذكر أنه في سبتمبر 2008، التهمت النيران المسرح، مما أدى إلى تدمير المبنى والقاعة الرئيسية، وتم تدمير ستارة المسرح الرئيسية بالكامل، وتفحم المقاعد المخملية الحمراء، وكذلك المبنى ككل. اشتعلت النيران في الخلفيات الخشبية، وكان هناك ثقب كبير في قبة القاعة الرئيسية، أو مسرح جورج أبيض، الذي سمي على اسم الممثل اللبناني الشهير، أحدثه رجال الإطفاء أثناء محاولتهم احتواء الحريق.

 

ولم تقع إصابات حيث لم يكن هناك أحد في المبنى، وكشفت التحقيقات في ذلك الوقت عن حدوث ماس كهربائي أدى إلى انفجار في نظام تكييف الهواء. بدأت أعمال الترميم بعد أسبوعين من الكارثة في محاولة لإعادة المسرح إلى شكله الأصيل الذي كان عليه عام 1885.

 

وقال أحمد فودة، المهندس المسؤول عن مشروع الترميم بالمسرح "إن أعمال الترميم سعت إلى إعادة المسرح إلى ما كان عليه، ليظل منارة ثقافية لجميع الفنون"، مضيفاً أن المبنى يحتوي على مجموعة فريدة من المجموعات الأثرية والمصنوعات اليدوية واللوحات الفنية.

 

ومن بين المقتنيات الثمينة الثريا الكريستالية الضخمة الموجودة بمدخل المسرح والتي تزن 720 كيلو جراما وارتفاعها خمسة أمتار وتحتوي على 80 ألف قطعة كريستال.

 

اقرأ أيضا : مهرجان المسرح يفتح باب المشاركة في دورته الـ 17 

 

ترشيحاتنا